
عين بومساي
عين بومساي اسم له دلالة تاريخية عميقة, حيث ظهرت في قديم الزمان, عين أو منبع انفجرت في ارض بملكية 'اُومسايْ', و'اُومسايْ' هو الشخص المر سول او الخبير. لهذا نسبت لاسمه و بسبب الإدغام أصبحت تنطق بعين بومساي فتكونت قبيلة من عدة دواوير ثم اقترن اسمها بعين بومساي, "ايْت بوبْشر" "ايحْريرنْ" "ايعجْعوجنْ" هي المناطق التي تكوّن عين بومساي.
من خلال هذا النص سنذكر أسماء المناطق وكذلك تراثها و اقتصادها.
عين بومساي "ايت بوبشر"او"اكرْكورْ": هنا سنباشر بتدوين الأماكن التي تعزز الدوار, ك: "لمْراجعْ", "بوصفّور","لْفيضة","اطْوازْ", "عدّالة","حديدان","سهبْ عوّام", "ثيشّفْث","برْطال","ارْبعْ او اغْزر" وأخيرا "لْعين" الذي هو منبع الحياة وعصبها لسكان ايث بوبشر.
جنان فرجي "ايحريرن": وغير بعيد عنها, تتمركز كل من "باب الْقايْد", "للاة عيشة","سيدي قدور","ايقوداس", "ثامْدا نْسبعة نطلْبة","ايفْري لّحسن اوسْعيد", "ثالْعينث نايث
عْمر", هذه الأخيرة هي متنفس الشباب ونقطة التقائهم و تصنف هي الأخرى, عين الحياة لاحريرن.
ثالعْريث "ايعجْعاج أو ايعجعوجن": هضبة تعلو قمة الدوار لهذا سميت ب: " ثلعريث" وفي سفحها هناك..تُختزل الطبيعة في "وادي مطْماطة" ورافده
" وادي ايفران" و"ثامْدا اومْعلاّوي" وبمحاذاتهم توجد "عين شرْشيرا" فيُخيّل لزائريها أنهم في فج عميق بين جبال "لْبانْكيطْ" وهضاب "أغْزر" و تعد "شرشيرا" رئة الطبيعة بموقعها الخلاب ومائها العذب النابض بالحياة لساكنة " ايعجعوجن".
ويتمركز كل هذا الغنى الطبيعي و البشري, بين شرق"عين السخون" و "غرب ايث عصّو" و شمال "ايث سغْروشّن" و شمال "لفْرانْ", وبالاختصار فعين بومساي تعد من الدواوير المكونة ل بني ورايْن ثقافيا تراثيا لغويا وجغرافيا.
لن نتكلم عن عين بومساي دون ذكر اقتصادها الغني المتمثل في الفلاحة كزراعة الحبوب, القطاني, الخضروات وبعض الفواكه المحلية وكل هذه الثروات الفلاحية تمتد على هكتارات شاسعة تقارع الأفق في عين المتأمل و تحتكر نسبة كبيرة من أراضي المنطقة, ما يقارب 80 بالمائة.
يعزّز هذا الاقتصاد أيضا بتربية المواشي منها الأبقار, الأغنام والمعز التي تُدرّ دخلا قارا على مربيها, نهيك عن مردودها اليومي من حليب و لحم و صوف... ثم يأتي دور الدّواجن: الديك "ايازيطن", الديك الرومي "ايبيبيثن", الحجل "تسكرين", البط "ايبرْكين", غالبا ما تدخل هذه الحيوانات ضمن برامج النساء, في تربيتها و بيعها في الأسواق الأسبوعية.
عين بومساي قبيلة ككل قبائل بني ورايْن, هي الأخرى تتميز بتراث محلي بديع, تراث بربري وريني أصيل, يظهر ذلك في مناسبات الأعياد و الأع.....
الأعياد في عين بومساي لها نكهة خاصة في نفوس سكانها, بإعداد ما لذّ و طاب من المأكولات المحلية, نذكر منها على سبيل المثال: التين "ثازارْث", التين المجفف "ثازارْث طنْقّارْط", اللوز المحلي, السمن "اودي", الذي يوضع على خبز السّميد وتسمى "طقْريصْط اوّدي" أو "ثْْراخْصاصْث".
"يبّوبْ" هو اليوم الذي يسبق العيد..فيُقدّم فيه الثّريد في وجبة العشاء احتفالا باليوم الموالي, أما عيد المولد النبوي الشريف, تطهى فيه "ثرفّيسْث" صباحا و "الثّريد" ليلا ويكون على الديك المحلي "يازيط أبلْدي".
"لعْلامْ" أي العلم الوطني و ثوب أبيض يرفرفان في أعلى قمة على المنزل وبالقرب منه تُنتصبُ الخيمة "ثخّامْث", هذه إشارة على اقتراب حفل زفاف
وريني محض "إيسْلانْ", فيه تطفو تقاليد المنطقة ويظهر لنا "ادّفوع" "انّفقْث".ليلة الحناء عند العروس "ثيغوني الْحنّي" التي تبرز فيها العروس ب:"ثابردوحْث"و"طاريطاطْ" اي السّبنية من الحرير وتبقى على هذه الحلة حتى يعود إليها العريس وأهله في اليوم الموالي, ويليها لباس العريس "ارّوطْ امّولاي" في اليوم التالي, وهنا يأتي دور "لْحايْك" أو "أهْدّون", أزياء يرتديها العريس ويتزين ب "ايموشْكن": خيط من الصوف غارق في الحناء يوضع في معْصميْه.
ثم يذهبون في موكب جميل إلى بيت العروس "ثاسْليثْ" التي بدوْرها تكون مجهّزة كما أسلفنا الذكر, وهنا يعزّز لباس العروس ب: "لْقوبّثْ" و "فولو" و "ثسبْنيشْث لْمزْلوكْْ" أي السبنبة من الحرير.
خلسة من الجميع يتسلل احد أقارب العروس فيسطو على البلغة "ثهرْكوسْثْ", و يطلب مالا مقابلها "رْشوثْ". وعند فض هذه الدردشة, تكون ليلة العروس "شاثْ" قد انتهت, ثم تدنو من باب بيت أهلها لتغادره رفقة عشيرتها باستثناء والديْها, لتحل ببيتها الجديد المليء بالمدعوين "إيمعْراطْ" الوافدين بمختلف الهدايا "ضْزّيوا" للعريس.
ليلة العريس "أروّحْ", تمتاز بأزياء بهيجة لدى فرقة أحيدوس ك "حايْك" "طاقْرابْطْ","أبْكّاسْ" أي الحزام لدى الرجال و "فولو","لحْمالة" التي يُعلّقُ فيها الخنجر و الرزّة "أشْدّادْ" ثم البلغة أو حذاء ابيض "إيهرْكوسنْ", و للنساء أيضا نصيبهن في هذا, يتجلى ذلك في "ليزارْ": ثوب شبه شفاف يُتبّثُ ب "ثيسغْلايْ" ويُغطّى الرأس ب "ثسبْنيشْث","طيبرْطين","فولو" وتنْتعلْن "شرْبيل".
يمتزج كل هذا الخليط من الألوان و الأزياء في صفين متقابلين شبْه مقوسين على شكل هلال في رقصة أحيدوس, المنغّمة و المفعمة بإيقاعات الدفوف "ألّلونْ", وكذلك الزغاريد "ثيليلاوْ" المنبعثة من حناجر النساء, عندما تُسْمِعُ إحدى الفرق مسامع الحاضرين شعرا أي "إيزْلي", بعدها يرتاحون قليلا من الرقص, لتبدأ جولة أخرى من التفكير "أخْرّصْ" لتنظيم الأبيات الشعرية "إيزْلانْ" للرد على الخصم..... وهكذا دواليك, حتى بزوغ الفجر.
تشرق شمس الصباح على أم العروس ومساعداتها اللواتي عُدْن باكرا من الليلة المنصرمة, في إعداد الفطور والذهاب به إلى مقر العروس الجديد وتبدأ مراسم أخرى كقطع بعض الشعر حول جبهة العروس "ثشوزّيطْ" و"أسْتاوْ": حزام يضعْنهُ لها , مع المتمنيات لها بالبنين, وكذلك توضع لها
"طيبرْطينْ" على شعرها نحو الأذنين ويغطى الرأس بالسّبنيّة "ثاسبْنيشْثْ" و يليهما "فولو" و"لْمرْفدْ"
تقام كل هذه المراسيم على إيقاع "أللّونْ" المُساير لغناء النسوة, ثم يجتمعون حول الفطور. تبقى العروس بهذا الزي لمدة سبعة أيام, حتى يشدّون الرحال ب: "أورْدي" إلى بيت أهل العروس, فتُقدّمُ لهم البهيمة والمواد الغذائية لتقام مأدبة العشاء على شرف العائلتين .
بهذا قد نكون ذكرنا نُبذة عن عين بومساي وما يجول داخلها من.. التقاليد والتراث و الطبيعة المنطوية بين أحضانها, نهيك عن كرم سكانها و بساطة عيشهم, ونرجو أن نكون خفيفي الظل على القارئ
بقلم محمد شلاط








